سوزي وايلز تُعتبر واحدة من أبرز المستشارات الاستراتيجية في حملة دونالد ترامب، وقد ساهمت بشكل كبير في إعادة توجيه حملته وتقديم استراتيجية تركز على نقاط قوة ترامب وتوجيهات بسيطة تسعى للتأثير على شريحة واسعة من الناخبين الأمريكيين. بفضل رؤيتها السياسية وأسلوبها الهادئ في الإدارة، استطاعت وايلز تنظيم استراتيجية فاعلة بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها في ظل شخصية ترامب المثيرة للجدل والمواقف الصعبة التي تتطلب حكمة وذكاء إداري كبير.

تأثير وايلز يتجاوز الحدود الأمريكية، خاصة عندما يتعلق الأمر بسياسات الشرق الأوسط، حيث يُتوقع أن يواصل ترامب توجيه سياسات تعزز التعاون مع بعض الدول الحليفة على غرار ما قام به خلال ولايته السابقة، مثل اتفاقات "أبراهام" التي رعتها إدارته بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. بفضل تأثير وايلز، قد يتبنى ترامب نهجاً يُركز على تعزيز الأمن الاقتصادي والسياسي في المنطقة، وخاصة في ظل الصراعات المستمرة والتحديات الاقتصادية الإقليمية. من هنا، يمكن أن تلعب وايلز دوراً محورياً في تقديم استراتيجيات تعزز هذا التعاون، بما يتماشى مع أهداف ترامب في الحصول على دعم سياسي داخلي ودولي، وخصوصاً من الجهات التي ترى في سياساته السابقة فائدة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط 

من ناحية أخرى، قد تواجه وايلز تحديات كبيرة في العمل على تسويق سياسات ترامب في الشرق الأوسط مع احتمال أن يكون للرئيس الأمريكي الحالي توجهات مختلفة حول قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتعامل مع إيران، والتي قد تؤدي إلى استقطاب أكبر في المنطقة.

تحصيلها العلمي وتوجهها السياسي 

سوزي وايلز، التي تُعد واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الساحة السياسية الأميركية، تملك خلفية تعليمية وخبرة غنية في العمل السياسي، خاصة داخل الحزب الجمهوري. بدأت مسيرتها السياسية بالعمل في مكتب الكونغرس للسياسي الجمهوري جاك كيمب، واستمرت في بناء شبكة علاقات قوية في المجال السياسي خلال عملها مع رؤساء بلديات عدة في ولاية فلوريدا. ساعدت كذلك في الحملات الرئاسية، مثل حملة رونالد ريغان، قبل أن تتحول لعملها المستقل كمستشارة سياسية. تركز مقاربة وايلز في العمل على تحقيق أهداف مرشحيها السياسيين بمرونة، حيث تميل إلى اتباع استراتيجيات تتماشى مع الظروف السياسية الراهنة دون التشدد في توجه سياسي صارم 

بالنسبة لتوجهها السياسي، يمكن القول إن وايلز تميل نحو المحافظة المعتدلة، حيث كانت تنتمي لفترة طويلة إلى تيار الجمهوريين التقليديين، قبل أن تتحول لاحقًا لدعم دونالد ترمب، مما اعتبره البعض خطوة جريئة بالنظر إلى طبيعة ترمب غير التقليدية وابتعاده عن بعض القيم التقليدية للحزب. ورغم تعاونها مع شخصيات سياسية مختلفة في الحزب الجمهوري، فإنها معروفة بعدم اهتمامها الشديد بالأيديولوجيا السياسية بقدر اهتمامها بالنجاح وتحقيق أهداف الحملات الانتخابية التي تعمل عليها، وهو ما جعلها تُعتبر من أذكى وأمهر استراتيجيي الحزب